Page 6 - Dawriyah
P. 6
المثقف الرقمي
ولغة العصر
لا شك أن الثقافة التكنولوجية المعاصرة قد أضحت سمة العصر الذي نعيش فيه ،وقد فرضت هيمنتها على هذا
الواقع بقوة حتى أمسى من العبث نكران ذلك فقد وفرت وسائل التواصل الحديثة الوقت واختزلت المسافات
حتى بات العالم بقبضة المتصفح بكبسة زر على الشاشة الزرقاء ،مما أسهم بتوفير مساحات شاسعة من الحرية
وكم هائل من المعارف والمعلومات في مختلف مجالات المعرفة والحياة البشرية.
ولعل من أبرز ما أفرزه ذلك على الساحة الثقافية مصطلح المثقف الرقمي ،وهو المثقف القادر على إنتاج المعلومة/
النص ،ويمتلك مهارة تقنية عالية في الحصول عليه من منتجين آخرين؛ ولم يعد ذلك يحتاج من المثقف الجديد
السفر أو بذل الجهد البدني والحركي عبر قطع المسافات للحصول على المعلومة المعرفية ،بل بات كل ما يحتاج إليه
هو وسائل بسيطة يسهل الحصول عليه شاشة كمبيوتر أو هاتف ن ّقال ووصلة إنترنت ليصبح العالم بين يديه من
دون الذهاب إلى كتاب ورقي أو مركز ثقافي أو رحلة في طلب المعرفة.
ومن هنا بات الخروج من عباءة الثقافة التقليدية هو سمة ثقافية تسمى المثقف الرقمي ،وهذا ما ولّد عادات
ثقافية جديدة بدأت تتحرر أو تتخلى عن طرق الثقافة التقليدية في الحصول على المعلومة ،ومن هنا ،ولظروف
موضوعية يفرضها العصر باتت الثقافة التقليدية في انحسار إن لم نقل في حالة موات ،إذ لم يعد بوسعها مواجهة
التحديات الهائلة التي يفرضها عصر التواصل الرقمي ،ولعلنا لن ننتظر طويل ًا حتى ندرك أن التعامل مع قضايا
العصر والأمة تعامل ًا كلاسيكياً بات من سمات العصور الآفلة التي لن تجدي نفعاً في عصرنا الراهن ،بغض النظر
عن وجهة نظرنا الرافضة أو التي تقبل وتتماهى مع روح العصر.
واصل القراءة على الرابط www.dawriyah.com ID = 33091518
@Dawriyahdaily