Page 12 - Dawriyah
P. 12

‫«الاعتذار»‬

           ‫في السوشيال ميديا‬

   ‫عاقبته ليست جيدة دائم ًا‬

‫قبل عصر السوشيال ميديا والانتشار الفيروسي للأخبار‪ ،‬سواء كانت أخباراً حقيقية أو بديلة أو مفبركة‪ ،‬كان‬
‫«الاعتذار»‪ ،‬كفضيلة إنسانية‪ ،‬طقساً عادياً للغاية‪ ،‬يمارسه البعض من حين إلى آخر‪ ،‬اعترافاً بالمسؤولية‪ ،‬أو تكفيراً‬
‫عن أخطاء‪ ،‬حتى تلك التي لم نرتكبها أحياناً‪ .‬كان المجتمع في العادة ينظر للاعتذار وأصحابه بقدر أكبر من الاحترام‬
‫والتقدير مهما كانت دواعيه‪ ،‬بل كان يعتبره كثيرون مظهراً للتحضر والالتزام الأخلاقي‪ ،‬ومدعاة لبداية جديدة‪،‬‬

                                       ‫يستكمل بعدها المعتذرون مسيرة حياتهم من دون إزعاج‪.‬‬
‫لكن‪ ،‬بعد تويتر وفيسبوك وإنستغرام‪ ،‬صار الأمر مختلفاً تماماً‪ ،‬خاصة عندما يكون أصحاب الاعتذارات مشاهير‪،‬‬
‫نجوم بارزون في عوالم السياسة والفن والرياضة‪ .‬هنا يتحول الاعتذار للرأي العام إلى مادة حارقة تشعل ناراً تتسع‬
‫دوائرها عبر منصات التواصل الاجتماعي قبل أن يرتد إليك طرفك‪ .‬وبدل ًا من أن يحصد صاحب الاعتذار بعض‬
‫التسامح والغفران‪ ،‬يكتشف أنه زاد الطين بله أو كما يقول المثل الشعبي‪( :‬حاول أن يكحلها فأعماها)‪ .‬والسبب‪..‬‬
‫الخوارزميات الشريرة التي صارت بمثابة التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان‪.‬حديثاً‪ ،‬كشف الدراسات أن تلك‬
‫الخوارزميات التي تتغذى على كل ما هو سلبي في الفضاء الإلكتروني‪ ،‬تعمد إلى تضخيم ونشر وبث كل ما هو‬

                                                   ‫مسيء‪ ،‬خاصة عندما يعتذر عنه أصحابه‪.‬‬
‫تقول خبيرة «اتصالات الأزمات» مولي ماكفرسون‪ :‬إن العواصف الجامحة التي تجتاح منصات التواصل الاجتماعي‬
‫بعد أي بيان اعتذاري‪ ،‬قد تلقي بظلال قاتمة على سمعة «المعتذرين» سواء كانوا شخصيات معروفة أو علامات‬
‫تجارية شهيرة أو شركات كبرى‪ ،‬كما أن «الاعتذارات السيئة دائما ما تزيد الأمور سوءاً»‪ ،‬بحسب تعبير مارجوري‬

                            ‫إنغال‪ ،‬المؤلفة المشاركة لكتاب «آسف‪ ،‬آسف‪ ،‬آسف‪ :‬الاعتذارات الجيدة»‪.‬‬

                ‫واصل القراءة على الرابط ‪www.dawriyah.com ID = 33091450‬‬

                                  ‫‪@Dawriyahdaily‬‬
   7   8   9   10   11   12   13   14   15   16